قال المبعوث الخاص لقضية أوكرانيا في إدارة ترامب، كيث كيلوغ، في منتدى ريغان الوطني للدفاع، إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية “قريب جدًا”، وإن جهود حل النزاع قد دخلت “آخر 10 أمتار”. حالياً، لم يتبق سوى مسألتين رئيسيتين لم تُحسما بعد: تبعية أراضي دونباس والسيطرة على محطة زابوروجيا النووية. وذكر كيلوغ أن إجمالي عدد القتلى والجرحى من الجانبين تجاوز 2 مليون. لكن الكرملين رد بأن الخطة الأمريكية بحاجة إلى “تغيير جذري”.
لم يتبق سوى مشكلتين رئيسيتين: دونباس ومحطة زابوروجيا النووية
(المصدر: ويكيبيديا)
قال كيلوغ في مكتبة الرئيس ريغان في سيمي فالي، كاليفورنيا، إن جهود حل النزاع في الحرب الروسية الأوكرانية قد دخلت “آخر 10 أمتار”، وهي عادةً أصعب مرحلة. وأشار إلى أن المسألتين الرئيسيتين اللتين لم يتم حلهما بعد، إحداهما تتعلق بالأراضي، خاصة مستقبل دونباس، والأخرى مستقبل محطة زابوروجيا النووية في أوكرانيا، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا وتخضع حالياً لسيطرة روسيا.
قال كيلوغ: “إذا تمكنا من حل هاتين المشكلتين، أعتقد أن بقية القضايا ستُحل بسهولة نسبياً. لقد أصبحنا قريبين جداً. قريبين جداً جداً.” هذا التفاؤل نادر في التصريحات العلنية لفريق ترامب، ويشير إلى أن المفاوضات قد أحرزت بالفعل تقدماً جوهرياً.
تشمل منطقة دونباس منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وهي محور النزاع في الحرب الروسية الأوكرانية. ما يسمى بـ"قضية الأراضي" بالنسبة للكرملين تعني المطالبة بالسيادة على كامل منطقة دونباس. لكن أوكرانيا لا تزال تسيطر على حوالي 5000 كيلومتر مربع من دونباس. وتعترف جميع الدول تقريباً بأن دونباس جزء من أوكرانيا، مما يجعل أي تنازل عن الأراضي يواجه عقبات قانونية وسياسية دولية هائلة.
قضية محطة زابوروجيا النووية لا تقل تعقيداً. هذه المحطة هي أكبر منشأة نووية في أوروبا، وتضم ستة مفاعلات بقدرة إجمالية 5700 ميغاواط. ومنذ احتلالها من قبل الجيش الروسي في مارس 2022، أصبحت عدة مرات نقطة محورية للعمليات العسكرية، ما أثار قلقاً دولياً كبيراً بشأن السلامة النووية. وقد دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) مراراً إلى إنشاء منطقة آمنة حول المحطة النووية، لكن لم يقبل أي من الطرفين الروسي أو الأوكراني بذلك.
جوهر الخلاف حول دونباس ومحطة زابوروجيا النووية
قضية سيادة دونباس: تطالب روسيا بكامل منطقة دونباس، بينما تسيطر أوكرانيا على حوالي 5000 كيلومتر مربع، ما يثير قضايا تتعلق بالقانون الدولي ومبدأ سلامة الأراضي.
السيطرة على المحطة النووية: الجيش الروسي يحتل أكبر منشأة نووية في أوروبا، وتطالب أوكرانيا باستعادتها، ويخشى المجتمع الدولي من مخاطر السلامة النووية.
السكان والموارد: دونباس غنية بالفحم والموارد الصناعية، فيما كانت محطة زابوروجيا النووية توفر 20% من كهرباء أوكرانيا.
موقف زيلينسكي المتشدد: لا تنازل قبل الاستفتاء الشعبي
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه إذا تم التنازل عن بقية منطقة دونيتسك دون استفتاء شعبي، فسيكون ذلك عملاً غير قانوني، وسيشكل منصة لانطلاق روسيا نحو مزيد من التقدم في أوكرانيا مستقبلاً. هذا الموقف المتشدد يظهر أنه رغم زعم فريق ترامب أنه قريب من التوصل لاتفاق، فإن أوكرانيا لا تزال لديها تحفّظات كبيرة.
وقال زيلينسكي يوم السبت إنه أجرى مكالمة هاتفية طويلة “مهمة جداً” مع فيتكوف وكوشنر. وقال الكرملين إنه من المتوقع أن يتولى كوشنر الدور الرئيسي في صياغة الاتفاق المحتمل. هذا يشير إلى أن فريق ترامب يحاول تجاوز القنوات الدبلوماسية التقليدية، ويفضّل التفاوض عبر أفراد من العائلة والمقربين.
إن مطلب زيلينسكي بإجراء استفتاء شعبي ليس بلا أساس. فالمادة 73 من الدستور الأوكراني تنص صراحةً على أن أي قرار يخص التغيير في الأراضي يجب أن يتم عبر استفتاء شعبي. هذا يعني أنه حتى لو تم التوصل إلى إطار اتفاق في المفاوضات، فلا بد من الحصول على تفويض مباشر من الشعب الأوكراني. وبالنظر إلى أن الاستطلاعات تشير إلى أن أكثر من 80% من الأوكرانيين يعارضون التنازل عن أي أرض لروسيا، فقد يصبح الاستفتاء العقبة الأكبر أمام أي اتفاق سلام.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ما يخشاه زيلينسكي من “تأثير منصة الانطلاق” له سوابق تاريخية. فبعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، لم تتوقف عن الضغط العسكري على أوكرانيا، بل دعمت الانفصاليين في دونباس، ما أدى في النهاية إلى الغزو الشامل في 2022. هذه التجربة تجعل أوكرانيا شديدة الحذر حيال أي تنازل عن الأراضي.
رد الكرملين: الخطة الأمريكية بحاجة لتغيير جذري
ونقلت وسائل إعلام روسية يوم الأحد عن كبير مستشاري السياسة الخارجية للرئيس بوتين، يوري أوشاكوف، قوله إن الولايات المتحدة يجب أن تجري “تغييرات كبيرة وجذرية” على مقترحاتها بشأن أوكرانيا. ولم يوضح ما هي التغييرات التي تريدها موسكو بالتحديد من واشنطن. هذا التصريح الغامض قد يكون تكتيكاً تفاوضياً، أو قد يشير إلى أن الخلافات لا تزال كبيرة بين الطرفين.
وكان بوتين قد اجتمع الأسبوع الماضي في الكرملين مع المبعوث الخاص لترامب ستيف فيتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر لمدة أربع ساعات، وقال أوشاكوف إن الجانبين ناقشا “قضية الأراضي”. هذا اللقاء هو الأكثر جوهرية بين كبار المسؤولين الروس وفريق ترامب منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتشير مدة الاجتماع التي استمرت أربع ساعات إلى أنه كان هناك نقاش معمق بين الجانبين، وليس مجرد اجتماع بروتوكولي.
ومع ذلك، فإن تأكيد الكرملين على الحاجة إلى “تغيير جذري” ألقى بظلال من الشك على التفاؤل. فقد يعني ذلك أن المقترحات الأمريكية، من وجهة نظر روسيا، لا تزال لا تلبي الشروط الأساسية لموسكو في قضايا مثل السيادة على الأراضي، والحد من توسع الناتو، أو نزع السلاح الأوكراني. وكانت مسودة اتفاقية السلام الأمريكية التي تم تسريبها الشهر الماضي والمكونة من 28 بنداً، أثارت قلق المسؤولين الأوكرانيين والأوروبيين. فهم يرون أن هذه المقترحات تقدم تنازلات كبيرة لموسكو في قضايا الناتو، وسيطرة روسيا على خمس أراضي أوكرانيا، وتقييد حجم الجيش الأوكراني.
ضغط السلام في ظل 2 مليون قتيل وجريح
كان الفريق المتقاعد كيلوغ قد شارك في حروب فيتنام، بنما، والعراق. وقال إن حجم القتلى والجرحى في الحرب الروسية الأوكرانية “صادم” وغير مسبوق في الحروب الإقليمية. وذكر كيلوغ أن إجمالي عدد القتلى والجرحى من الجانبين تجاوز 2 مليون. لم ينشر أي من الطرفين أرقاماً موثوقة عن الخسائر، لكن إذا كان هذا الرقم دقيقاً، فإن الحرب الروسية الأوكرانية ستكون أكثر صراعات أوروبا دموية منذ الحرب العالمية الثانية.
قال ترامب إنه يأمل أن يُذكر كـ"صانع سلام". وقال إن إنهاء أكثر الحروب دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية هو أصعب هدف دبلوماسي في ولايته. هذا التصريح يظهر أن ترامب يعتبر مفاوضات السلام في الحرب الروسية الأوكرانية جزءاً محورياً في إرث رئاسته.
غزت روسيا أوكرانيا في فبراير 2022، بعد ثماني سنوات من القتال بين الانفصاليين الموالين لروسيا والجيش الأوكراني في منطقة دونباس. وتسيطر روسيا حالياً على 19.2% من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، وكامل منطقة لوغانسك، وأكثر من 80% من دونيتسك، وحوالي 75% من خيرسون وزابوروجيا، وأجزاء من مناطق خاركيف وسومي ونيكولايف ودنيبروبتروفسك.
إن رقم 2 مليون قتيل وجريح يزيد من إلحاح مفاوضات السلام، لكنه في الوقت نفسه يجعل من الصعب على شعبي البلدين قبول أي اتفاق يُنظر إليه على أنه “بيع للسلام بثمن بخس”. فبالنسبة لأوكرانيا، تتطلب التضحيات الكبيرة نتائج مكافئة؛ أما بالنسبة لروسيا، فهذه التكلفة الباهظة تستدعي مكاسب حقيقية في الأراضي أو الاستراتيجية لتبرير “معقولية” الحرب.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
اتفاقية السلام بين روسيا وأوكرانيا على وشك التوصل إليها! مبعوث ترامب: ما تبقى هو السيطرة على دونباس ومحطة الطاقة النووية
قال المبعوث الخاص لقضية أوكرانيا في إدارة ترامب، كيث كيلوغ، في منتدى ريغان الوطني للدفاع، إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية “قريب جدًا”، وإن جهود حل النزاع قد دخلت “آخر 10 أمتار”. حالياً، لم يتبق سوى مسألتين رئيسيتين لم تُحسما بعد: تبعية أراضي دونباس والسيطرة على محطة زابوروجيا النووية. وذكر كيلوغ أن إجمالي عدد القتلى والجرحى من الجانبين تجاوز 2 مليون. لكن الكرملين رد بأن الخطة الأمريكية بحاجة إلى “تغيير جذري”.
لم يتبق سوى مشكلتين رئيسيتين: دونباس ومحطة زابوروجيا النووية
(المصدر: ويكيبيديا)
قال كيلوغ في مكتبة الرئيس ريغان في سيمي فالي، كاليفورنيا، إن جهود حل النزاع في الحرب الروسية الأوكرانية قد دخلت “آخر 10 أمتار”، وهي عادةً أصعب مرحلة. وأشار إلى أن المسألتين الرئيسيتين اللتين لم يتم حلهما بعد، إحداهما تتعلق بالأراضي، خاصة مستقبل دونباس، والأخرى مستقبل محطة زابوروجيا النووية في أوكرانيا، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا وتخضع حالياً لسيطرة روسيا.
قال كيلوغ: “إذا تمكنا من حل هاتين المشكلتين، أعتقد أن بقية القضايا ستُحل بسهولة نسبياً. لقد أصبحنا قريبين جداً. قريبين جداً جداً.” هذا التفاؤل نادر في التصريحات العلنية لفريق ترامب، ويشير إلى أن المفاوضات قد أحرزت بالفعل تقدماً جوهرياً.
تشمل منطقة دونباس منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وهي محور النزاع في الحرب الروسية الأوكرانية. ما يسمى بـ"قضية الأراضي" بالنسبة للكرملين تعني المطالبة بالسيادة على كامل منطقة دونباس. لكن أوكرانيا لا تزال تسيطر على حوالي 5000 كيلومتر مربع من دونباس. وتعترف جميع الدول تقريباً بأن دونباس جزء من أوكرانيا، مما يجعل أي تنازل عن الأراضي يواجه عقبات قانونية وسياسية دولية هائلة.
قضية محطة زابوروجيا النووية لا تقل تعقيداً. هذه المحطة هي أكبر منشأة نووية في أوروبا، وتضم ستة مفاعلات بقدرة إجمالية 5700 ميغاواط. ومنذ احتلالها من قبل الجيش الروسي في مارس 2022، أصبحت عدة مرات نقطة محورية للعمليات العسكرية، ما أثار قلقاً دولياً كبيراً بشأن السلامة النووية. وقد دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) مراراً إلى إنشاء منطقة آمنة حول المحطة النووية، لكن لم يقبل أي من الطرفين الروسي أو الأوكراني بذلك.
جوهر الخلاف حول دونباس ومحطة زابوروجيا النووية
قضية سيادة دونباس: تطالب روسيا بكامل منطقة دونباس، بينما تسيطر أوكرانيا على حوالي 5000 كيلومتر مربع، ما يثير قضايا تتعلق بالقانون الدولي ومبدأ سلامة الأراضي.
السيطرة على المحطة النووية: الجيش الروسي يحتل أكبر منشأة نووية في أوروبا، وتطالب أوكرانيا باستعادتها، ويخشى المجتمع الدولي من مخاطر السلامة النووية.
السكان والموارد: دونباس غنية بالفحم والموارد الصناعية، فيما كانت محطة زابوروجيا النووية توفر 20% من كهرباء أوكرانيا.
موقف زيلينسكي المتشدد: لا تنازل قبل الاستفتاء الشعبي
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه إذا تم التنازل عن بقية منطقة دونيتسك دون استفتاء شعبي، فسيكون ذلك عملاً غير قانوني، وسيشكل منصة لانطلاق روسيا نحو مزيد من التقدم في أوكرانيا مستقبلاً. هذا الموقف المتشدد يظهر أنه رغم زعم فريق ترامب أنه قريب من التوصل لاتفاق، فإن أوكرانيا لا تزال لديها تحفّظات كبيرة.
وقال زيلينسكي يوم السبت إنه أجرى مكالمة هاتفية طويلة “مهمة جداً” مع فيتكوف وكوشنر. وقال الكرملين إنه من المتوقع أن يتولى كوشنر الدور الرئيسي في صياغة الاتفاق المحتمل. هذا يشير إلى أن فريق ترامب يحاول تجاوز القنوات الدبلوماسية التقليدية، ويفضّل التفاوض عبر أفراد من العائلة والمقربين.
إن مطلب زيلينسكي بإجراء استفتاء شعبي ليس بلا أساس. فالمادة 73 من الدستور الأوكراني تنص صراحةً على أن أي قرار يخص التغيير في الأراضي يجب أن يتم عبر استفتاء شعبي. هذا يعني أنه حتى لو تم التوصل إلى إطار اتفاق في المفاوضات، فلا بد من الحصول على تفويض مباشر من الشعب الأوكراني. وبالنظر إلى أن الاستطلاعات تشير إلى أن أكثر من 80% من الأوكرانيين يعارضون التنازل عن أي أرض لروسيا، فقد يصبح الاستفتاء العقبة الأكبر أمام أي اتفاق سلام.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ما يخشاه زيلينسكي من “تأثير منصة الانطلاق” له سوابق تاريخية. فبعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، لم تتوقف عن الضغط العسكري على أوكرانيا، بل دعمت الانفصاليين في دونباس، ما أدى في النهاية إلى الغزو الشامل في 2022. هذه التجربة تجعل أوكرانيا شديدة الحذر حيال أي تنازل عن الأراضي.
رد الكرملين: الخطة الأمريكية بحاجة لتغيير جذري
ونقلت وسائل إعلام روسية يوم الأحد عن كبير مستشاري السياسة الخارجية للرئيس بوتين، يوري أوشاكوف، قوله إن الولايات المتحدة يجب أن تجري “تغييرات كبيرة وجذرية” على مقترحاتها بشأن أوكرانيا. ولم يوضح ما هي التغييرات التي تريدها موسكو بالتحديد من واشنطن. هذا التصريح الغامض قد يكون تكتيكاً تفاوضياً، أو قد يشير إلى أن الخلافات لا تزال كبيرة بين الطرفين.
وكان بوتين قد اجتمع الأسبوع الماضي في الكرملين مع المبعوث الخاص لترامب ستيف فيتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر لمدة أربع ساعات، وقال أوشاكوف إن الجانبين ناقشا “قضية الأراضي”. هذا اللقاء هو الأكثر جوهرية بين كبار المسؤولين الروس وفريق ترامب منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتشير مدة الاجتماع التي استمرت أربع ساعات إلى أنه كان هناك نقاش معمق بين الجانبين، وليس مجرد اجتماع بروتوكولي.
ومع ذلك، فإن تأكيد الكرملين على الحاجة إلى “تغيير جذري” ألقى بظلال من الشك على التفاؤل. فقد يعني ذلك أن المقترحات الأمريكية، من وجهة نظر روسيا، لا تزال لا تلبي الشروط الأساسية لموسكو في قضايا مثل السيادة على الأراضي، والحد من توسع الناتو، أو نزع السلاح الأوكراني. وكانت مسودة اتفاقية السلام الأمريكية التي تم تسريبها الشهر الماضي والمكونة من 28 بنداً، أثارت قلق المسؤولين الأوكرانيين والأوروبيين. فهم يرون أن هذه المقترحات تقدم تنازلات كبيرة لموسكو في قضايا الناتو، وسيطرة روسيا على خمس أراضي أوكرانيا، وتقييد حجم الجيش الأوكراني.
ضغط السلام في ظل 2 مليون قتيل وجريح
كان الفريق المتقاعد كيلوغ قد شارك في حروب فيتنام، بنما، والعراق. وقال إن حجم القتلى والجرحى في الحرب الروسية الأوكرانية “صادم” وغير مسبوق في الحروب الإقليمية. وذكر كيلوغ أن إجمالي عدد القتلى والجرحى من الجانبين تجاوز 2 مليون. لم ينشر أي من الطرفين أرقاماً موثوقة عن الخسائر، لكن إذا كان هذا الرقم دقيقاً، فإن الحرب الروسية الأوكرانية ستكون أكثر صراعات أوروبا دموية منذ الحرب العالمية الثانية.
قال ترامب إنه يأمل أن يُذكر كـ"صانع سلام". وقال إن إنهاء أكثر الحروب دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية هو أصعب هدف دبلوماسي في ولايته. هذا التصريح يظهر أن ترامب يعتبر مفاوضات السلام في الحرب الروسية الأوكرانية جزءاً محورياً في إرث رئاسته.
غزت روسيا أوكرانيا في فبراير 2022، بعد ثماني سنوات من القتال بين الانفصاليين الموالين لروسيا والجيش الأوكراني في منطقة دونباس. وتسيطر روسيا حالياً على 19.2% من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، وكامل منطقة لوغانسك، وأكثر من 80% من دونيتسك، وحوالي 75% من خيرسون وزابوروجيا، وأجزاء من مناطق خاركيف وسومي ونيكولايف ودنيبروبتروفسك.
إن رقم 2 مليون قتيل وجريح يزيد من إلحاح مفاوضات السلام، لكنه في الوقت نفسه يجعل من الصعب على شعبي البلدين قبول أي اتفاق يُنظر إليه على أنه “بيع للسلام بثمن بخس”. فبالنسبة لأوكرانيا، تتطلب التضحيات الكبيرة نتائج مكافئة؛ أما بالنسبة لروسيا، فهذه التكلفة الباهظة تستدعي مكاسب حقيقية في الأراضي أو الاستراتيجية لتبرير “معقولية” الحرب.