لماذا ارتفع سعر الذهب وليس البيتكوين؟

المؤلفون: Fishmarketacad, X

المترجم: White55 ، مارس فاينانس

لماذا يرتفع الذهب فقط؟

منذ التيسير الكمي غير المحدود وتراجع العملات الورقية في عام 2020، كان الأفراد يركزون على المعادن الثمينة باعتبارها وسيلة للحفاظ على القيمة غير المرتبطة بالسوق.

تجاوز سعر الذهب 4300 دولار، وارتفع بنسبة 25% في أقل من شهرين، دعونا نناقش أسباب الارتفاع.

1. التخلص من الدولار / البنوك المركزية في الدول تتسابق على الشراء

البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، وخاصة الحكومة الصينية، كانت تشتري الذهب بشكل جنوني. أعتقد أنه من المتوقع أن تشتري أكثر من 1000 طن من الذهب للسنة الرابعة على التوالي هذا العام، وتظهر الاستطلاعات أن الحكومة الصينية تخطط للشراء المستمر.

لماذا؟ من المتوقع أن تصل ديون الحكومة الأمريكية هذا العام إلى 37.5 تريليون دولار، حيث ستتجاوز الفوائد وحدها تريليون دولار (على الرغم من أن الإيرادات الضريبية تتراوح بين 4 إلى 5 تريليون دولار). هناك طريقتان فقط للتعامل مع هذه الديون الضخمة: التخلف عن السداد أو خفض القيمة، بينما لا يتعين على الولايات المتحدة أبداً التخلف عن السداد، لأنها تستطيع طباعة المزيد من المال، مما يؤدي إلى خفض قيمة الدين.

2. العملات المستقرة كأداة اجتماعية للديون

تقوم الولايات المتحدة بتخفيض قيمة ديونها من خلال التضخم النقدي، حيث تقوم أساسًا بطباعة المزيد من الأموال، مما يؤدي إلى انخفاض قيمة الدولار، وبالتالي يتقلص القيمة الفعلية لديونها. يجب أن تكون قد علمت بذلك، لأن هذه الحالة مستمرة منذ عقود.

الحالة الجديدة هي أنه إذا قامت الولايات المتحدة بتحويل ديونها إلى عملات مشفرة مثل العملات المستقرة، فقد يكون لذلك تأثير مثير للاهتمام، لأن العملات المستقرة يمكن الوصول إليها بسهولة أكبر في جميع أنحاء العالم.

تزداد نسبة دعم العملات المستقرة بالقروض. العملات المستقرة المرتبطة بالدولار مثل USDT و USDC مدعومة الآن بشكل رئيسي من قبل السندات الحكومية الأمريكية. الأداة التي كانت في الأصل 1:1 تتطور تدريجياً لتصبح مدعومة بأكثر من 90% من السندات الحكومية الأمريكية.

لذا الآن، كلما امتلك الناس في دول أخرى عملات مستقرة، فإنهم يشترون بشكل غير مباشر ديون الولايات المتحدة. لقد جعل هذا “ضريبة التضخم” الأمريكية عالمية. كلما زادت نسبة اعتماد العملات المستقرة الأمريكية على مستوى العالم (وستصل إلى تريليونات الدولارات)، كلما استطاعت الولايات المتحدة تصدير المزيد من الديون إلى العالم، ومشاركة “خسائرها” مع العالم (وليس فقط مع الولايات المتحدة).

إذا كان هذا بالفعل جزءًا من الخطة ، فإن الأمر يعود إلى ما تم ذكره سابقًا حول سبب وجود حاجة لإزالة الدولرة ، ولماذا يعتبر الذهب بديلاً آمنًا نسبيًا للحفاظ على القيمة.

3.الضغط المادي

نقطة أخرى هي أن ارتفاع الذهب هذه المرة لم يكن مدفوعًا فقط بالأدوات الورقية/المشتقات. إذا كنت تفهم أنه عندما يتجاوز حجم العقود المفتوحة لعقد الخيارات سيولة رمز معين، فقد يحدث ظاهرة الشورت سكيز في سوق العقود الآجلة، فإن الوضع هنا مشابه لذلك.

في عام 2025، عادة ما يكون هناك مئات الآلاف من العقود المفتوحة لعقود الذهب الآجلة في بورصة نيويورك للسلع (COMEX) (يمثل كل عقد 100 أونصة ذهبية)، في حين أن إجمالي كمية الذهب الفعلي المسجل للتسليم هو مجرد جزء صغير من ذلك.

هذا يعني أنه في أي وقت معين، فإن كمية الاشتراك في الذهب الفعلي تتجاوز بكثير الكمية المتاحة للتسليم. وهذا هو السبب في أن فترة تسليم الذهب تمتد من عدة أيام إلى عدة أسابيع، حيث توجد حاجة فعلية للذهب (تشبه الحاجة الفورية)، ومن غير المحتمل أن تكون هذه الطلبات ضعيفة، مما يشكل قاع هيكلي.

4. عدم اليقين الكلي

لقد أثبت الذهب مرة أخرى مكانته كأصل آمن في أوقات عدم اليقين. إن المنافسة الحالية بين الصين والولايات المتحدة، والقلق من حرب التجارة، والاضطرابات الداخلية في الولايات المتحدة، وتخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، ودعم الاقتصاد الأمريكي من خلال إنفاق البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وعدم اليقين الاقتصادي، كل ذلك أدى إلى هروب المستثمرين العالميين من الدولار والتوجه نحو الاستثمار في الذهب.

من وجهة نظري، ينخفض الذهب أساسًا عندما لا يكون هناك حاجة للملاذ الآمن، ويجب تلبية الشروط التالية، ولكن من غير المرجح حدوث ذلك على المدى القصير:

ارتفاع معدل التوظيف: لكن الآفاق الاقتصادية الأمريكية الحالية ليست جيدة

تدوير الأصول ذات المخاطر: الأسهم الحالية ليست رخيصة.

الاستقرار السياسي: تحتاج الولايات المتحدة إلى التعايش بسلام مع الصين

ارتفاع سعر الفائدة يعني ارتفاع تكلفة الأموال: الوضع الحالي هو عكس ذلك تماماً

نظرًا لأن سلوك ترامب وأقواله يصعب التنبؤ بها، فإن هذه العوامل قد تتغير بسرعة (أو على الأقل وجهة نظر الناس عنها)، لذا يجب توخي الحذر.

ماذا يعني هذا لبيتكوين؟

انخفضت البيتكوين حتى الآن هذا العام بأكثر من 25% مقارنة بالذهب. على الرغم من أن هناك العديد من أوجه التشابه بين البيتكوين والذهب، إلا أن الأفراد لا يزالون يعتقدون أن البيتكوين لا تمتلك بعد الشروط اللازمة لتصبح “ذهبًا رقميًا”، لكن مع مرور الوقت، تقترب البيتكوين بشكل متزايد من الذهب (على الرغم من أنه لا يزال غير واضح كيف سيتم حل قضية الكم).

ومع ذلك، إذا كنت قد جربت شراء الذهب، فسوف تعرف أن الفارق في سعر البيع والشراء للذهب مرتفع جدًا، لذلك يعتبر الذهب من الأصول التي يتم الاحتفاظ بها بعد الشراء، وهذا ليس مثيرًا للاهتمام. لذا قد يختار المستثمرون الأفراد شراء البيتكوين بدلاً من الذهب، لكن قدرة الشراء لدى المستثمرين الأفراد تكون أقل مقارنة بالبنوك المركزية.

الآن، فإن العلاقة بين بيتكوين والسياسة الأمريكية عالية جداً، مما يجعل البنوك المركزية الأخرى غير راغبة في شراء بيتكوين كوسيلة لإزالة الدولار. أعتقد أن عمال المناجم الأمريكيين يمثلون حالياً حوالي 38٪ من قوة تعدين بيتكوين، وأن الكيانات الأمريكية (مثل صناديق الاستثمار المتداولة، والشركات العامة، والصناديق الاستئمانية، والحكومة) تتحكم في حوالي 15٪ من إجمالي عرض بيتكوين، ومن الممكن أن تستمر هذه النسبة في الارتفاع.

لذا… الأفراد لا يعرفون كيف ستكون حركة البيتكوين مقارنة بالذهب، لكن على المدى القصير (حتى هذا العام)، سيستمر في الضغط على الذهب.

ماذا يفعل الشخص؟

شراء البيتكوين: أعتقد أن عملية إزالة الدولار ستمتاز أكثر لصالح البيتكوين بدلاً من العملات البديلة الأخرى. وبعد الانهيار المفاجئ “1011” الأخير، من الواضح أن البيتكوين هو الأصل الوحيد الذي يتمتع بسيولة حقيقية في دفتر الطلبات وطلبات الشراء، ويبدو أن هيمنته الحالية في حالة صعود. إذا رأينا العملات البديلة تؤدي بشكل جيد، قد أنهي هذه الصفقة، ولكن عادةً ما يكون ذلك بعد أن يسجل البيتكوين أعلى مستوى تاريخي، مما ينبغي أن يعزز هيمنة البيتكوين.

القيام بشراء الذهب: بشكل أساسي هو شراء الذهب الورقي، وبيع خيارات البيع أو شراء خيارات الشراء. ومع ذلك، فإن عبارة “ليس مفاتيحك، ليس عملتك” (Not your keys, not your coins) تنطبق هنا أيضًا، قد يكون مجرد الاحتفاظ بورقة غير مفيدة، لكن الأفراد لا يزالون يعترفون بذلك.

الخاتمة

نظرًا للتغيرات الهيكلية المذكورة أعلاه، فإن الذهب لا يزال خيارًا جيدًا للشراء، ولكن إذا حدث تراجع بنسبة 20% - 30%، فلن يكون ذلك مفاجئًا، وإذا حدث هذا في فترة قصيرة، فقد يكون فرصة جيدة للشراء على المدى الطويل، بشرط ألا يتم التخلص من عدم اليقين المذكور أعلاه.

علاوة على ذلك، من المتوقع أن يقترب الذهب من مستوى المقاومة بالنسبة لمؤشر S&P 500، وأن تصل القيمة السوقية إلى 30 تريليون دولار، وكلا العاملين قد يشكلان قمة محلية، يُنصح بالانتظار وعدم الانجراف وراء الحماس الأعمى.

أخيرًا، فيما يلي طريقة أخرى لرؤية الذهب، أعتقد أن الذهب لا يزال لديه مجال للارتفاع:

إذا كانت الاقتصاد الأمريكي أو الوضع العالمي غير مستقر، فسيرتفع سعر الذهب؛

إذا أصبحت الاقتصاد الأمريكي أو الأوضاع العالمية أكثر عدم استقرار، فسيرتفع سعر الذهب؛

إذا أصبحت الاقتصاد الأمريكي أو الأوضاع العالمية أكثر استقرارًا، فسوف تنخفض أسعار الذهب.