ضخ الاحتياطي الفيدرالي 13.5 مليار في الليل! بيتكوين يحذر مسبقاً من أزمة سيولة الدولار

بلغت قيمة عمليات إعادة الشراء الليلية للاحتياطي الفيدرالي 13.5 مليار دولار، وهذا يُعد إشارة غير طبيعية ملحوظة بالنسبة للمتداولين المحترفين الذين يتابعون سيولة الدولار. الارتفاع المفاجئ يعني أن النظام المصرفي يواجه طلبًا متزايدًا بشكل حاد على الدولار قصير الأجل، ما قد يخفي وراءه علامات على تشدد سوق التمويل أو تزعزع ثقة المؤسسات. وباعتبار البيتكوين أصلًا حساسًا للسيولة، فقد شعر بهذا التغير أولًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث شهدت الأسعار تقلبًا. لم يعد البيتكوين مستقلًا خارج النظام المالي للدولار، بل أصبح مدمجًا بعمق في دورة السيولة العالمية.

احتمالان وراء ارتفاع عمليات إعادة الشراء إلى 13.5 مليار دولار

聯準會隔夜回購

(المصدر: FRED)

أداة إعادة الشراء الليلية للاحتياطي الفيدرالي هي في جوهرها “صنبور طوارئ” للنظام المالي. عندما تحتاج البنوك أو المتعاملون أو صناديق الاستثمار إلى دولار بشكل مؤقت، يمكنهم رهن سندات الخزانة الأمريكية لدى الاحتياطي الفيدرالي مقابل النقد بشكل عاجل، ثم عكس العملية في اليوم التالي. وتُعد هذه المعاملة آمنة للغاية لأن سندات الخزانة هي أكثر الضمانات أمانًا عالميًا، ومخاطر التخلف عن السداد شبه معدومة. ولهذا السبب، أصبح سوق إعادة الشراء هو زيت تشحيم عمل النظام المالي للدولار بالكامل.

لماذا أثار حجم 13.5 مليار دولار في 1 ديسمبر الانتباه؟ لأنه أعلى بكثير من المعدلات المتوسطة الأخيرة. من سبتمبر إلى نوفمبر 2025، بقي استخدام إعادة الشراء الليلية للاحتياطي الفيدرالي عند مستويات منخفضة عمومًا، لكن فجأة ارتفع بشكل حاد في أوائل ديسمبر، وهذه التغيرات غير المعتادة غالبًا ما تشير إلى وجود احتكاكات داخلية في النظام. والسؤال هنا: هل هذه الاحتكاكات مجرد مشاكل فنية مؤقتة، أم أنها ضغوط هيكلية أعمق؟

الاحتمال الأول هو تعديل فني. عادة ما يكون بداية الشهر فترة مزدحمة لتسوية المؤسسات المالية وتعديل ميزانياتها العمومية، وقد تتسبب التسويات الجماعية في نقص قصير الأجل في الدولار. بالإضافة إلى ذلك، ومع اقتراب نهاية العام، تقوم المؤسسات بتعديل هياكل محافظها لتحسين التقارير المالية، ما قد يخلق طلبًا إضافيًا على الدولار. إذا كانت هذه هي الحالة، يُتوقع أن تعود استخدامات إعادة الشراء إلى مستوياتها الطبيعية خلال أيام قليلة، ولن يكون هناك تأثير دائم على السوق.

أما الاحتمال الثاني، فهو أكثر إثارة للقلق: تشدد سوق التمويل. عندما يقل مستوى الثقة في سوق الإقراض الخاص (مثل الإقراض بين البنوك)، تتجه المؤسسات إلى الاحتياطي الفيدرالي بصفته “المقرض الأخير” بحثًا عن الأمان. هذا النمط السلوكي ظهر مرارًا في المراحل المبكرة للأزمات المالية؛ ففي عام 2008، قبل انهيار بنك ليمان براذرز، شهد سوق إعادة الشراء تقلبات غير طبيعية مماثلة. ورغم أن الوضع الحالي بعيد عن مرحلة الأزمة، إلا أن ارتفاع معدل SOFR وزيادة استخدام مرفق إعادة الشراء الدائم (SRF) كلاهما يشير إلى تصاعد التوتر في سوق التمويل.

تفسير حالتين لارتفاع عمليات إعادة الشراء

الحالة المتفائلة: تعديل فني في بداية الشهر، يعود للوضع الطبيعي خلال أيام، ويعتبر تذبذبًا طبيعيًا فقط.

الحالة التحذيرية: مؤشر على تشدد سوق التمويل، انخفاض الإقراض الخاص، وتحول المؤسسات إلى البنك المركزي للبحث عن الأمان.

البيانات الحالية غير كافية لتأكيد أي السيناريوهين، لكن استمرارية عمليات الاحتياطي الفيدرالي ستوضح الصورة. إذا استمرت استخدامات إعادة الشراء في منتصف ديسمبر مرتفعة، بالتزامن مع بقاء معدل SOFR عاليًا، سترتفع احتمالية سيناريو التحذير بشكل كبير.

كيف تهيمن سيولة الدولار على مصير البيتكوين

比特幣價格與M2供應量

(المصدر: Coinglass)

يُصوَّر البيتكوين غالبًا بأنه “ذهب رقمي لمواجهة هيمنة الدولار”، لكن واقع السوق يروي قصة مختلفة. فمنذ إطلاق ETF الفوري وظهور منصات التداول المؤسسية، أصبح البيتكوين جزءًا لا يتجزأ من دورة السيولة في النظام المالي التقليدي. ومن بيانات طويلة الأمد من 2013 إلى 2025، يظهر أن سعر البيتكوين يتحرك بشكل متزامن بشكل مذهل مع المعروض النقدي العالمي M2، حيث تجاوز معامل الارتباط 0.8؛ ما يثبت أن السيولة هي المحرك الأساسي لسعر البيتكوين.

عندما يكون هناك وفرة في سيولة الدولار، يدخل النظام المالي بأكمله في “وضع المخاطرة”. انخفاض تكاليف التمويل يجعل التداول بالرافعة أكثر جاذبية، وتكون المؤسسات على استعداد لاستثمار المزيد في الأصول عالية التقلب. وباعتبار البيتكوين أصلًا عالي بيتا، يحقق أداءً متفوقًا في هذا السياق، لأنه يمتص رؤوس الأموال الباحثة عن عوائد مرتفعة. كما يضيق الفارق السعري لصناع السوق وتزداد عمق التداولات، ما يقلل تكلفة دخول وخروج رؤوس الأموال الكبيرة، ويخلق حلقة إيجابية.

أما عندما تتقلص سيولة الدولار، تتغير قواعد اللعبة تمامًا. حتى إذا لم تتغير أساسيات البيتكوين (صعوبة التعدين، أمان الشبكة، معدل التبني، إلخ)، يظل السعر تحت الضغط. هذا الهبوط لا يعود إلى مشكلة في البيتكوين نفسه، بل لأن المتداولين، مع ارتفاع تكاليف التمويل، يفضلون بيع الأصول الأكثر سيولة والأعلى تقلبًا لتوفير الهامش. وغالبًا ما يكون البيتكوين أول المتأثرين، لأنه يتيح خروج رؤوس الأموال الكبيرة بسرعة، ولا يوفر أي دخل توزيعات أو فوائد لتخفيف تكلفة الاحتفاظ به.

هذه هي العلاقة الخفية بين عمليات إعادة الشراء بقيمة 13.5 مليار دولار وسعر البيتكوين. فعمليات إعادة الشراء لا تشتري البيتكوين مباشرةً، لكنها تعدل درجة السيولة في النظام ككل، وهذه الدرجة تحدد ميل المخاطرة لدى المستثمرين المؤسساتيين. نظام الدولار السلس يهيئ بيئة كلية لصعود البيتكوين، أما النظام المتعثر فيجفف سريعًا سيولة الشراء للأصول الخطرة.

البيتكوين لم يعد على النقيض من نظام الدولار

التحول الهيكلي الأعمق هو أن البيتكوين لم يعد يقف في مواجهة نظام الدولار، بل أصبح جزءًا من هذا النظام. إطلاق ETF الفوري أتاح لشركات إدارة الأصول التقليدية إدراج البيتكوين ضمن المحافظ الاستثمارية القياسية، ونضج سوق المشتقات أتاح لصناديق التحوط تنفيذ استراتيجيات التحوط والمراجحة والتداول المعقدة باستخدام البيتكوين. هذه المؤسسات تستخدم نفس مصادر التمويل بالدولار وتخضع لنفس القيود التنظيمية ومتطلبات كفاية رأس المال.

عندما يضخ الاحتياطي الفيدرالي السيولة عبر عمليات إعادة الشراء، لا تختفي هذه الدولارات في الفراغ، بل تتدفق إلى مختلف فئات الأصول بحثًا عن عائد. في ظل أسعار الفائدة المنخفضة والسيولة الوفيرة، يصبح البيتكوين مغناطيسًا لهذه الأموال. وبالعكس، عندما يشدد الاحتياطي الفيدرالي السيولة، تغادر هذه الأموال الأصول عالية المخاطر مثل البيتكوين أولًا وتعود إلى أصول آمنة كسندات الخزانة.

عملية إعادة الشراء بقيمة 13.5 مليار دولار هذا الأسبوع تقع في منطقة وسطى دقيقة. حجمها ملحوظ بما يكفي ليظهر حاجة النظام لتدخل الاحتياطي الفيدرالي، لكنها ليست عند مستوى الذعر بعد. وهذا يُشير إلى أن نظام الدولار في حالة توتر طفيف، وثقة المؤسسات في سوق التمويل الخاص تراجعت قليلًا، فبحثت عن حماية البنك المركزي. بالنسبة للبيتكوين، هذه إشارة محايدة تميل للإيجابية: ضخ السيولة أفضل من سحبها، لكن التأثير الفعلي يتحدد بالاستمرارية والحجم.

إذا تراجعت استخدامات إعادة الشراء في الأسابيع القادمة، فهذا يعني أنها كانت مجرد تقلبات فنية وسيحافظ البيتكوين على مساره الحالي. أما إذا استمرت عند مستويات مرتفعة، مع بقاء معدل SOFR عاليًا، فهذا يشير إلى تصاعد تشدد سوق التمويل، وقد يواجه البيتكوين ضغط بيع أكبر. هذه هي شقوق نظام الدولار: الظاهر مستقر، لكن أي تغير طفيف في السيولة الأساسية قد يطلق سلسلة من ردود الأفعال، والبيتكوين كأكثر مؤشر حساس، يعكس هذه التغيرات مبكرًا.

شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخنعرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.63Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.63Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.62Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.63Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.61Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • تثبيت